Nombre total de pages vues

lundi 16 mai 2011

ماذا يحدث في الإتحاد العام التونسي للشغل ؟


Par : Citoyen Nationaliste
Source : Ex S.G.Adjoint de L'Ugtt

إن النقابيين المخلصين للمنظمة الشغيلة الناشطين منهم والمتبعين أو المهتمين بشوونهم يتملكهم اليوم الإستغراب واا المشهد السخيف والمحزن والمؤلم الذي آلت إليه هذه الأخيرة لإندهاش أمام هذخصوصا في هذا الظرف بالذات.

فبقدر ما تميزت به من قيمة ومكانة في البلاد خصوصا في الفترة الأخيرة من مساهمة بارزة للقواعد النقابية وقياداتهم محليا وجهويا بعض القطاعات المعروفة بنضالاتهم في دعم وتبني الثورة المباركة بقدر ما ركزت  فلول النظام البائد وأنصارها والتجمع المنحل على التحالف مع قيادة المنظمة على ركوب أحداث هذه الثورة محاولة تزعمها زورا وتحيلا وتربصا بها لحماية مصالحهم والإحتماء بها للخروج من محنتهم.


والأمر ليس بالغريب أمام ما كانت تنعت به قيادة المنظمة في أغلبيتها الساحقة بتعاملها المفضوح مع النظام البائد بل يذهب آخرون أكثر من ذلك باعتبارها أحد أذرعته سابقا وما تبقى من رموزه حاليا.


فكيف نفسّر بقاء رموز بارزة للتجمع على رأس بعض الهياكل جهويا وقطاعيا.
وكيف نفسر تصرفات قيادة الإتحاد بالزج بمقرارات الهيئة الإدارية والمتاجرة والتلاعب  بها مرة يمنة وأخرى يسرى حسب قوة  المجاذبات والمصالح فبالأمس تندّد بلا هوادة بالمشاغبين والنقابيين الخارجين عن القوانين دفاعا عن النظام البائد وبعد سقوطه تتحول إلى مدافع عن الثورة بشدة واندفاع ثم تنكر لها بعد ذلك للمساهمة بوزراء بمن تعتبرهم في نظرها من خيرة النقابيين دون إستشارة أحد في حكومة ترفضها الثورة رفضا باتا لتتراجع مرة أخرى بقوة لتقف إلى جانب الثورة بل تذهب إلى أبعد من ذلك حيث تحولت إلى زعامة الحركة السياسية بالبلاد وفي الأثناء لم تقطع خيوط المساومة مع السلطة على أمور لا يعرف خفاياها إلا أصحابها.


وعندما تحقق لها ما تريد ركبت من جديد صهوة جوادها الإنقلابي وتغادر هذه الحضيرة فجأة وبدون سابق إعلام في جوّ ينعته الجميع بالخيانة والنفاق لترجع إلى المربع الأول متبنية الحكومة الجديدة بعد تغيب بعض الوجوه التجمعية البارزة منها وتبعا لذلك يعتقد الجميع أنها ساهمت في خطة لتخلص من الشباب الثائر خصوصا أبناء تالة والقصرين وسيدي بوزيد وغيرهم بالأساليب التي نعرفها جميعا تسلطا وقمعا وإهانة وبعدما تم هذا  الأمر ظهرت هذه المجموعة لتطلب كالعادة الحكومة بفتح تحقيقا حول هذا الموضوع.

ولم يخطر ببالها وإلى حدّ الآن مدى قناعة كل التونسيين والثائرين وحتى منخرطي الإتحاد بهذه الحكومة ومدى تمثيليتها لكافة الجهات التونسية وكل التوجهات السياسية بها.
ونصبت بذلك نفسها درعا واقيا ومتينا لمن يريد تعطيل نشاط هذه الثورة أولربما  ضربها مستقبلا.


وقد غابت في ثنايا هذه التحركات المشبوهة والتزعمات المجانية والتطوع المفرط للأوضاع الإجتماعية بالبلاد عن أعين واهتمامات القيادة حيث ترك النقابيين والعمال وكل الأجراء على حافة الطريق وفتح باب الفوضى والتجاذبات والمضاربات مما أدى إلى مزيد من اليأس للشغالين وهذا ما من شأنه تعريض مصلحة الجميع إلى الخطر خصوصا وأنه يبدو أن الأمور قد افلتت من يد القيادة الحالية للإتحاد تبعا لعزوف النقابيين والمنخرطين التعامل معها لفقدان وبدون رجعة الثقة فيها.

فهل هي القطيعة بين القمة والقاعدة النقابية, هذا ما يبرز فعلا تبعا لعديد الإتهامات الخطيرة والمذلة والمسيئة للمنظمة من خلال هذه القيادة.
وهذه التهم على ما يبدو ليست ظرفية أو وليدة حدث معين أو غضب زائل بل هي ثابتة وذاهية في تصاعد سريع إنطلقت منذ مؤتمر المنستير الذي يحلو لعديد النقابيين تسميته "مؤتمر عبد العزيز بن ضياء" حيث تميزت هذه الفترة إلى حد الساعة بالإهتمام والإنكباب المفرط على الفصل العاشر وكيفية التخلص منه بكل الوسائل خصوصا من طرف بعض الأعضاء ممن امتهنوا العمل النقابي ويرون في الإتحاد إرثا وملكا لا يمكن بأية حال التفريط فيه.


لقد إضطرهم من أجل هذا إقصاء العديد من النقابيين تنصيب نقابات موالية إعداد ندوات عديدة ظاهرها نقابي وحقيتها ترفيهية, إسداء منح ومساعدات لدعم المناصرين, خدمات نقابية متنوعة للغاصبين. وحصل مقابل هذا إندثار للعمل النقابي بينته العديد من البيانات واللوائح النقابية أهمها استمرار الأوضاع المعيشية والمهنية للشغالين اعتقالات في صفوف النقابيين, غلق مؤسسات. طرد تعسفي إلى ذلك من التصرفات التي فرقت وشرددت العمال وأدخلت الحيرة والإحباط في صفوفهم.


وبهذا التمشي فتح الباب على  مصرعيه أمام السلطة لتعاقب من تشاء وتطرد من تشاء وتكسّر أي معارضة نقابية : اعتقال وسجن من تريد وتعمد قيادة الإتحاد في هذا الشأن إلى توفير المبررات القانونية لتجميد أو سحب الصفة النقابية على المعنيين بالأمر وتبادر بعد إنقضاء الأمر كالعادة إلى التدخل لدى السلطة توسلا لإطلاق سراح من أمكن وتعفو نقابيا على المسرحين أو من لم يسجنوا وذلك بعد فوات الأوان.


وهذا التمشي بات مألوفا إلى حد قيام الثورة إتبعت أثناءها نفس الأساليب.
وقد تفاقمت الإتهامات لترقى إلى حد النيل من النزاهة المطلوبة من النقابيين على هذا القدر من المسؤولية إمتيازات مالية ترقيات غير مشروعة إمتيازات عينية إلى غير ذلك من معاملات مشبوهة تسخر فيها الإتحاد كوسيلة للمقايضة مقابل الإمتيازات المذكورة وغيرها.
فكيف نفسر مرة أخرى هذه الإخلالات الغريبة وطلق العنان لتلبية الرغبات الشخصية وتجاهل الثوابت النقابية والإنبطاح أمام السلطة والتفاني في خدمتها والعمل بكل الوسائل على أرضاءها والمفاخرة بالإنتماء إليها.


وعند  إندلاع الثورة لم تتردد هذه المجموعة التنكر لماضيها والإندماج بالسرعة المطلوبة في سياق هذه الثورة وتسابقها بالنسق المعهود للإدلاء بتصاريح نقابية وسياسية متبجحة بالإنتماء للثورة ودعم توجهاتها موهمة الجميع بالتفاني في خدمتها كما فعلت في صلب المنظمة الشغلية ومحذرة الجميع خصوصا النقابيين من ميليشيا التجمع التي تحاول إحتلال بعض دور الإتحادات بالجهات لطردهم منها والحال أن الكل مقتنع بغباء ورداءة هذه التحذيرات وان هذه الميليشيات لا توجد إلا في مخيلة هذه القيادة, حيث أن دور الإتحاد المعنية ما زالت تحت سيطرة وجوه من العهد البائد وليس لهم الشجاعة  والجرأة المطلوبة لتقديم استقالاتهم بعد قيام الثورة.


وينفرد قائد هذه المجموعة بمكانة خاصة فهو طليق الذراع بتحرك يمنة ويسرة وعلى كل الأصعدة  ليتحدث بكل حرية عن كل خاف وظاهر وكبيرة وصغيرة وتجنّد  له كل وسائل الإعلام المرئية والمسموعة خصوصا المعروفة بانتماءها للعهد البائد والتي انقلبت على حالها وأصبحت مناضلة ورائدة في البلاد من أجل حرية الرأي والتعبير لتغطي بكثافة غير معهودة تحركات هذا  الرجل وتضخم تصاريحه من أبسطها غلى أهمها والتي في الحقيقة لا تنفع لا الشغالين ولا منظمتهم بشيء.


فالغريب في هذا الأمر أن هذه المجموعة القيادية النقابية تتصرف وكان لها توكيل رسمي من الشعب التونسي والشباب الثائر والعمال أنفسهم وكأنهم طرفا من السلطة متمكنة من كل جوانب هذه القضية قانونيا سياسيا واجتماعي ولها القدرة على كل مؤسسات البلاد.

ما هذا الذي يحصل أما كان من الأجدر حفظا لماء الوجه واحتراما للعمال ومنظمتهم والخروج من هذه العملية منذ البداية وعدم الزج بالجميع في هذه الأمور وتعقيداتها والاكتفاء بالتعبير على رأي  الإتحاد طبقا لرغبة منخرطيه ومصالحهم في هذا الظرف بالذات ثم ألم يكن من الأصلح أن يقدم كامل أعضاء المكتب التنفيذي استقالاتهم للعمال علما بأن أهل مكة أدرى بشعابها.


وليعلم الجميع أن اتحاد النقابات العمالية في مصر قدم استقالته بعد الثورة وأن استقالات حصلت في إتحاد الصناعة والتجارة والفلاحين والمرأة وغيرها والحبل على الجرار في تونس مجرد تعامل القيادات مع النظام البائد وأجهزته.


فأين نحن من الإتحاد مدرسة الحرية والديمقراطية ومدرسة الحكمة والتروي والتصرف السليم وأين نحن من وحدة الصف الحصن المتين والواقي من الإنزلاقات الخطيرة التي أدت إلى ما نعيشه اليوم من انقسامات وتفرقة وخلافات شقت صفوف النقابيين جميعا.
فالمطلوب إذن هو كسر حائط هذا الصمت لتوحيد الصف من أجل انقاض المنظمة وحماية الثورة المباركة لبناء مستقبل أفضل للعمال والوطن حسب ما يرتضيه كل الشغالين.


عاش الإتحاد العام التونسي للشغل

حرا منيعا أبد الدهر

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire